2 يونيو 2024
1. تدين اللجنة الدولية للأممية الرابعة (ICFI) التصعيد الأخير للحرب بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد روسيا، التي تتصاعد بسرعة إلى حرب واسعة النطاق بين الدول المسلحة نووياً. هذا هو القرار الأكثر تهوراً الذي اتخذته أي حكومة أمريكية على الإطلاق. أما بالنسبة لحلفائها الأوروبيين، فإن تعاونهم في هذا التصعيد لا يضاهيه في التهور سوى شنهم الكارثي للحرب العالمية الأولى عام 1914 والحرب العالمية الثانية عام 1939. ولا توجد 'خطوط حمراء' لن تتجاوزها الطبقة الحاكمة الأمريكية وحلفاؤها الإمبرياليون .فحتى في الوقت الذي يقدمون فيه الدعم السياسي والسلاح للإبادة الجماعية التي ترتكبها الدولة الإسرائيلية بحق أكثر من 35 ألف من سكان غزة، فإنهم يتخذون إجراءات في أوكرانيا من الوارد أن تؤدي إلى كارثة نووية يمكن أن تدمر كل أشكال الحياة على هذا الكوكب. إن النظام الرأسمالي العالمي، الذي تشكل أزمته العالمية غير القابلة للحل السبب الكامن وراء الإبادة الجماعية والحرب، ينحدر إلى الهمجية.
2. وأذن الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، سراً لأوكرانيا، حتى من دون بيان علني يوضح أسباب أفعاله، بتنفيذ ضربات باستخدام أسلحة أميركية بعيدة المدى على الأراضي الروسية قرب مدينة خاركيف الأوكرانية. وأعقب ذلك مباشرة إعلان ألمانيا أنها ستفعل الشيء نفسه. وفي غضون 24 ساعة، شنت أوكرانيا بالفعل ضربات على روسيا باستخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة. وقد تم اتخاذ هذا القرار ردًا على الانهيار العسكري للقوة الأوكرانية الوكيلة لها، بما في ذلك داخل خاركيف وما حولها.
3. زودت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة أوكرانيا بصواريخ كروز وصواريخ باليستية يصل مداها إلى أكثر من 300 ميل. وعندما تُطلق من الأراضي الأوكرانية، فإن هذه الأسلحة قادرة على ضرب بعض أكبر المدن في روسيا، بما في ذلك كورسك وبيلغورود وفورونيج وروستوف وفولغوجراد.
4. منذ 'حرب الإبادة' التي شنها النازيون ضد الاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، وفي حالة الولايات المتحدة، الحرب الأهلية التي أعقبت ثورة عام 1917، لم تقم القوى الإمبريالية باستهداف الأراضي الروسية بشكل مباشر. ولم يُتخذ مثل هذه الإجراءات حتى في ذروة الحرب الباردة، إذ كان من المفترض أن تؤدي إلى حرب نووية واسعة النطاق.
5. إن وسائل الإعلام الأمريكية مليئة بالإعلانات التي تقول إن العقيدة العسكرية الرسمية التي صرحت روسيا عنها علناً و تتمثل في استخدام الأسلحة النووية للرد على الهجمات على أراضيها هي مجرد خدعة. والحجة هي إنه بما أن روسيا لم ترد على الاستفزازات الأمريكية في الماضي، فإن الناتو يستطيع الاستمرار في تجاوز 'الخطوط الحمراء' الروسية دون عواقب. أعلن عضو الكونجرس الجمهوري السابق آدم كينزينجر في مقال نشرته شبكة سي إن إن الأسبوع الماضي: 'حان الوقت لكشف خدعة بوتين'. وكتب الجنرال المتقاعد فيليب بريدلوف، والسفير السابق مايكل ماكفول، والأستاذ بجامعة ستانفورد فرانسيس فوكوياما، وعشرات من المسؤولين الأمريكيين السابقين، في رسالة إلى البيت الأبيض، 'إن تهديدات روسيا الفارغة بشكل واضح نجحت في ردع الولايات المتحدة'.
6. إن الادعاء بأن العقيدة العسكرية الروسية مجرد 'خدعة' لا يصمد أمام أبسط التدقيق. إن مجرد عدم رد الحكومة الروسية على استفزازات حلف شمال الأطلسي في الماضي لا يعني أنها لن تفعل ذلك في المستقبل. فهل يمكن لأي شخص أن يشك، على سبيل المثال، في أنه إذا قررت روسيا أو الصين شن هجمات على أراضي الولايات المتحدة وأكدت أن الحكومة الأميركية 'لن تجرؤ' على الرد، فسوف يكون من المحتم أن تشن الولايات المتحدة هجوماً مضاداً بقوة ساحقة؟
7. هناك أسباب حقيقية للغاية، من وجهة نظر عسكرية، وراء شعور المؤسسة العسكرية الروسية إنها مضطرة إلى الرد بالمثل على هجمات حلف شمال الأطلسي على أراضيها. علاوة على ذلك، من يستطيع أن يقول إن بوتين، في خضم الأزمة التي أشعلها تصعيد الناتو، لن يحل محله فصيل أكثر استعدادًا لاستخدام الإجراءات العسكرية للرد على الناتو ؟
8. تأكيدات المسؤولين الأمريكيين بأن الجيش الروسي لن ينتقم إذا تعرض للهجوم هي تأكيدات واهية للغاية لدرجة أنه من المحتمل أن لا يصدق أولئك الذين يصدرونها هذه الادعاءات، والهدف الفعلي هو إثارة شكل من أشكال العمل العسكري الجذري من قبل الحكومة الروسية الذي سيتم استخدامه بدوره لتبرير الانتقام النووي من قبل الولايات المتحدة.
9. في كتابه الصادر عام 2021 بعنوان 'استراتيجية الإنكار'، شرح إلبريدج كولبي، مؤلف استراتيجية الأمن القومي الأمريكي لعام 2018، مدى أهمية قيام الدعاية الأمريكية بإجبار أهداف الجيش الأمريكي على 'إطلاق الطلقة الأولى' وبالتالي أن يُنظر إليهم على أنهم المعتدين:
ربما تكون الطريقة الأوضح وأحياناً الأكثر أهمية للتأكد من رؤية (الخصم) بهذه الطريقة هي ببساطة التأكد من أنه هو من ضرب أولاً. ثمة قليل من الحدس الأخلاقي البشري أكثر تجذراً مفاده أن الذي بدأ هو المعتدي، وبالتالي فهو الشخص الذي يُفترض أنه حمل نصيباً أكبر من المسؤولية الأخلاقية.
10. اتخذت إدارة بايدن هذا الإجراء دون أن تكلف نفسها عناء الإدلاء ببيان عام تعلن فيه عن ذلك. كتبت صحيفة نيويورك تايمز في 29 مايو/أيار: 'يعترف المسؤولون بأن (بايدن) على الأرجح لن يعلن أبداً عن (الخطوة): وبدلاً من ذلك، ستبدأ قذائف المدفعية والصواريخ الأمريكية في ضرب أهداف عسكرية روسية'. وذكر مقال سابق في صحيفة التايمز أن الولايات المتحدة لم تسمح بالضربات بسبب تفويض بايدن بـ'تجنب الحرب العالمية الثالثة'. لكن الإجماع حول هذه السياسة يتلاشى.' لم تشرح إدارة بايدن في أي وقت من الأوقات سبب الأهمية الهائلة لما يجري في أوكرانيا لدرجة أنها مستعدة للمخاطرة بحرب نووية من المُحتمل أن تنهي الحضارة.
11. تلعب قوى الناتو لعبة الروليت الروسية بالأسلحة النووية. إنهم يغرقون بتهور في الحرب، حتى من دون الإشارة إلى إمكانية التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض أو البحث عن وسيلة 'منحدر خارج' للهروب من سياستها حافة الهاوية.
12. تتبع الإجراءات الأخيرة نمطاً محدداً. مراراً وتكراراً، تجاوزت إدارة بايدن كل 'خط أحمر' حددته للحد من مشاركة الولايات المتحدة في الحرب. ففي مارس/آذار 2022، أكد بايدن أن 'فكرة إرسال معدات هجومية ومشاركة طائرات ودبابات وقطارات مع طيارين أميركيين وأطقم أميركية' ستعني 'الحرب العالمية الثالثة'. وفي مايو/أيار 2022، صرح بايدن في مقال افتتاحي بصحيفة نيويورك تايمز: 'نحن لا نشجع أوكرانيا أو نمكنها من الضرب خارج حدودها'. وفي يونيو/حزيران 2022، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: 'لن نخوض حرباً مع روسيا، ولذلك تم الاتفاق على عدم توريد أسلحة معينة، و لا سيما الطائرات الهجومية أو الدبابات'.
13. تجاوز الناتو كل هذه 'الخطوط الحمراء'. أولاً، أرسل حلف شمال الأطلسي مركبات مدرعة، ثم دبابات قتالية رئيسية، ثم صواريخ بعيدة المدى. ثم نشر أعضاء الناتو مئات القوات سراً داخل أوكرانيا، وكل ذلك دون إبلاغ مواطنيهم. يبدو أن بايدن غير رأيه بعد أن أعلن أن تورط الولايات المتحدة المباشر في الحرب في أوكرانيا من شأنه أن يؤدي إلى 'الحرب العالمية الثالثة' و'هرمجدون'، دون أن يشرح على الإطلاق السبب الذي دفعه إلى القيام بذلك.
14. ليس هناك شك في إن الخطوة التالية في تكثيف الحرب ضد روسيا ستكون إدخال عشرات الآلاف من قوات الناتو إلى أوكرانيا. ومن المؤكد أن هذا التصعيد الإضافي سيكون موضوع مناقشات سرية في قمة الناتو المقبلة في واشنطن العاصمة في يوليو. وقد تمت الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في المملكة المتحدة في الرابع من يوليو/تموز، قبل انعقاد القمة، لاستباق المعارضة المتزايدة للحرب وإنشاء الإطار السياسي لمرحلة جديدة في حرب تشمل أوروبا بالكامل.
15. إن تصعيد الحرب في أوكرانيا، بقيادة إدارة بايدن، هو المظهر الأكثر تطرفاً للانفجار العالمي الذي دام عقوداً من الزمن للإمبريالية الأمريكية في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي. وفي سعيها لتحقيق مصالحها، فإن النخب الحاكمة مستعدة لقبول الموت والدمار على نطاق واسع. وتقوم نفس الحكومات بتمويل وتسليح ودعم الإبادة الجماعية في غزة، التي أدت بالفعل إلى مقتل عشرات الآلاف وتعرض جميع السكان الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة للمجاعة.
16. إن إخضاع روسيا هو جزء من أجندة عالمية أوسع لا تهدف إلى تقسيم وإخضاع الاتحاد السوفييتي السابق فحسب، بل ستصل إلى الصين في نهاية المطاف. إن العقوبات العقابية التي كان من المفترض أن تشل روسيا اقتصاديا، فشلت في تركيعها إلى حد كبير بسبب الزيادات الكبيرة في التجارة مع الصين، وبدرجة أقل توريد الأسلحة من إيران وكوريا الشمالية. وبالتالي فإن التصعيد ضد روسيا سوف يستلزم تحويل الصراع في أوكرانيا إلى حرب عالمية حقيقية.
17. بالإضافة إلى الضرورات الجيوسياسية للإمبريالية، فإن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بعيدة المدى التي ليس لدى الطبقة الحاكمة الأمريكية حل لها، تدفع إدارة بايدن إلى الحرب. ويعتمد اقتصاد الولايات المتحدة على خيار دعمه من خلال الإنفاق الحكومي الهائل على إعادة التسلح العسكري وعمليات الإنقاذ المستمرة للشركات الكبرى. ويتضاعف الدين الفيدرالي كل عقد من الزمان، ويتم تمويله من خلال خفض قيمة العملة وتسييل الديون.
18. ويحدث ذلك في سياق أزمة سياسية مذهلة وحرب بين الفصائل قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024. حاول دونالد ترامب، المرشح المفترض للحزب الجمهوري الذي يتصدر حاليا استطلاعات الرأي، قلب الانتخابات في انقلاب فاشي قبل ثلاث سنوات ونصف السنة. وهناك معارضة شعبية واسعة النطاق لكلا الحزبين الرأسماليين، وسط أزمة اجتماعية عميقة وغضب متزايد بسبب دعم الولايات المتحدة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
19. تسود ظروف مماثلة في جميع البلدان الرأسمالية الكبرى. وتأمل النخب الحاكمة أن تخلق الحرب في الخارج الظروف الملائمة لقمع الحقوق الديمقراطية باسم 'الوحدة الوطنية' في زمن الحرب. ويعمل جو الأزمة هذا على توليد عودة النزعة العسكرية الدنيئة ونوع من العنف الداخلي الذي لم يكن يرتبط في السابق إلا بالأنظمة الفاشية ودكتاتوريات الجيش والشرطة.
20. من جانبه ،أخطأ نظام بوتين في الحسابات تلو الأخرى. لم يكن هناك أي شيء تقدمي على الإطلاق في 'العملية العسكرية الخاصة' التي أطلقها الكرملين لصالح الأوليغارشيين الرأسماليين الروس المرتشين الذين وصلوا إلى السلطة على أساس تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991 وخصخصة ونهب البلاد بعد أن أُممت أصول الدولة في أعقاب ثورة أكتوبر 1917.
21. أطلق بوتين الغزو الرجعي لأوكرانيا في عام 2022 على أمل التفاوض مع 'شركائه' الغربيين من موقع قوة. ولكن حلف شمال الأطلسي أظهر أنه غير مهتم على الإطلاق بالتفاوض: فالنتيجة الوحيدة للحرب المقبولة لدى حلف شمال الأطلسي تتلخص في هزيمة روسيا عسكرياً وتقسيم الكتلة الأرضية الروسية على غرار ما حدث في يوغوسلافيا. واستناداً إلى منظورها القومي المفلس، فإن حكومة بوتين وفصيل الأوليغارشية الروسية الذي تمثله، مدفوعان إلى تصعيد عسكري متهور واستفزازي من جانبها.
22. يقترن التصعيد العالمي للحرب الإمبريالية بالقمع الشامل. ففي الولايات المتحدة، جرّمت الحكومة الاحتجاجات ضد الإبادة الجماعية في غزة ونفذت اعتقالات جماعية لآلاف الطلاب والشباب. وعكس العنف الذي تعرض له الاحتجاج خوف النخب الحاكمة من حركة أوسع داخل الطبقة العاملة، التي ستضطر إلى دفع ثمن الحرب في الأرواح وتدمير البرامج الاجتماعية.
23. في أوكرانيا، وسط تصاعد المعارضة للحرب ومقاومة التجنيد، اعتقلت حكومة زيلينسكي الاشتراكي الأوكراني بوغدان سيروتيوك بتهم ملفقة تعلقت بخدمة مصالح روسيا. في الواقع، بوغدان هو معارض عنيد لنظام بوتين الرأسمالي وغزوه لأوكرانيا. كشف اعتقال بوغدان عن التوتر الشديد داخل نظام زيلينسكي وحلفائه في الناتو، حيث تجد معارضة الحرب استجابة متزايدة داخل الطبقة العاملة الأوكرانية.
24. قبل عشر سنوات حذرت اللجنة الدولية للأممية الرابعة في بيانها المعنون 'الاشتراكية والنضال ضد الحرب الإمبريالية':
ينشأ خطر نشوب حرب عالمية جديدة من التناقضات الأساسية للنظام الرأسمالي، بين تطور الاقتصاد العالمي وانقسامه إلى دول قومية معادية، تتجذر فيها الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج. ويجد هذا تعبيره الأكثر حدة في سعي الإمبريالية الأمريكية للسيطرة على مساحة اليابسة الأوراسية، و لا سيما لك المناطق التي استُبعدت منها لعقود من الزمن بسبب الثورتين الروسية والصينية. وفي الغرب، نظمت الولايات المتحدة، بالتعاون مع ألمانيا، انقلاب بقيادة الفاشيين لوضع أوكرانيا تحت سيطرتها. لكن طموحاتها لا تتوقف عند هذا الحد. الهدف النهائي هو تقطيع أوصال الاتحاد الروسي وتحويله إلى سلسلة من شبه المستعمرات لفتح الطريق أمام نهب موارده الطبيعية الهائلة. وفي الشرق، يهدف محور إدارة أوباما نحو آسيا إلى تطويق الصين وتحويلها إلى شبه مستعمرة. الهدف هنا هو ضمان سيطرة العمالة الرخيصة التي تعد أحد المصادر العالمية الرئيسية لفائض القيمة المستخرج من الطبقة العاملة وشريان حياة الاقتصاد الرأسمالي.
25. وقد أكد العقد الماضي هذا التحذير. ففي خضم الحرب المفتوحة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد روسيا والصراع المتطور مع الصين، من المستحيل رؤية الحرب العالمية باعتبارها حدثاً استثنائياً، بل تعبيراً عن القوى الدافعة الأساسية للرأسمالية.
26. إن نفس التناقضات التي تدفع الإمبريالية إلى حافة الحرب النووية توفر الأساس الموضوعي للثورة الاجتماعية. إن الطبقة العاملة العالمية هي قوة اجتماعية هائلة، تصطدم مصالحها بالاستغلال الرأسمالي والهمجية الإمبريالية. عكس الطابع التآمري للتخطيط للحرب الإمبريالية حقيقة أن الطبقة الحاكمة نفسها تدرك جيداً أن سياساتها لا تحظى بدعم جماهيري.
27. على الرغم من الاحتجاجات الجماهيرية ضد الإبادة الجماعية في غزة، فإن قطاعات أوسع من السكان لا تعلم بالحرب المتصاعدة بسرعة مع روسيا. إن النخب الحاكمة وأتباعها السياسيين، بما في ذلك جهاز النقابات العمالية، منخرطون في جهد منهجي لمنع العمال من فهم مدى الخطر مع إخضاع الطبقة العاملة لسياسة الحرب الإمبريالية.
28. هناك طريقة واحدة فقط لتجنب الانزلاق نحو الكارثة، وهي من خلال تدخل الطبقة العاملة لفرض نهاية لهذه الحرب. ويجب أن يقترن هذا المطلب بالنضال من أجل إنهاء هجمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد غزة. يجب على العمال أن يطالبوا بالانسحاب الفوري لجميع القوات والأسلحة الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي من أوكرانيا. ويجب عليها بالمثل أن ترفض كل أشكال الدعم للسياسات القومية الرجعية التي ينتهجها نظام بوتين، والتي لا تمثل بأي حال من الأحوال بديلا تقدميا لسياسات الحرب التي تنتهجها القوى الإمبريالية.
29. يجب على الطبقة العاملة أن تستخدم قوتها لوقف هذه الحرب التي تنحدر نحو الكارثة. إن تعبئة هذه القوة تتطلب التغلب على الفجوة بين المرحلة المتقدمة من الأزمة السياسية العالمية والمستوى الحالي للوعي السياسي الجماهيري. إن حل هذه المشكلة التاريخية يتطلب تطوير قيادة ماركسية تروتسكية والتجديد الثوري للحركة العمالية العالمية على أساس السياسات الاشتراكية.
30. تدعو اللجنة الدولية للأممية الرابعة إلى وحدة العمال في روسيا وأوكرانيا وجميع دول الاتحاد السوفييتي السابق مع إخوانهم وأخواتهم في أوروبا وآسيا وأمريكا في معارضة النظام الرأسمالي الذي هو السبب الجذري. الحرب. إن السبيل الوحيد للخروج من الكارثة المتكشفة هو النضال ضد الرأسمالية وانتصار الثورة الاشتراكية العالمية.