العربية
Perspective

أوقفوا الافتراء السياسي ضد الاشتراكي الأوكراني بوغدان سيروتيوك!

17 مايو 2024

في 25 أبريل 2024، ألقي القبض على بوغدان سيروتيوك، زعيم البالغ الخامسة والعشرين من العمر للحرس الشاب للبلاشفة اللينينيين (YGBL) ، وهي منظمة اشتراكية تروتسكية تنشط في أوكرانيا وروسيا وفي جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي السابق، من قبل المخابرات سيئة السمعة جهاز أمن الدولة التابع لنظام زيلينسكي الفاشي، SBU. يُحتجز بوغدان في ظروف فظيعة في سجن شديد الحراسة في مدينة نيكولاييف (ميكولايف) الواقعة في جنوب أوكرانيا.

حصلت أخيرًا اللجنة الدولية للأممية الرابعة (ICFI)، وهي الحركة التروتسكية العالمية التي ينتمي إليها YGBL سياسياً، على الوثائق الفعلية التي عرض فيها جهاز الأمن الأوكراني اتهاماته ضد بوغدان سيروتيوك. أوضحت هذه الوثائق، التي تشكل أساس اعتقاله، بشكل قاطع أن بوغدان هو ضحية لتلفيق الدولة الفظ. إن الادعاءات التي لفقها جهاز الأمن الأوكراني مزيج فج من الأكاذيب والافتراءات الواضحة والسخافات السياسية.

علاوة على ذلك، فإن الوثائق التي قدمتها إدارة أمن الدولة ليست موجهة ضد بوغدان فقط. إنها ليست أقل من إعلان حرب ضد كل المعارضة اليسارية والاشتراكية لنظام زيلينسكي، وعلى وجه التحديد، اللجنة الدولية للأممية الرابعة وجهازها العام، موقع الاشتراكية العالمية على شبكة الإنترنت.

الادعاء المركزي الموجه ضد بوغدان سيروتيوك هو أنه مذنب بارتكاب جريمة الخيانة العظمى. أساس هذه التهمة هو أن بوغدان كان على مدى العامين الماضيين 'منخرطاً في إعداد منشورات بتكليف من ممثلين عن وكالة دعاية ومعلومات روسية، هي موقع الاشتراكية العالمية على شبكة الإنترنت' (التأكيد مضاف).

تم استنكار موقع الاشتراكية العالمية على شبكة الإنترنت باعتباره أداة 'لحرب المعلومات النشطة ضد أوكرانيا' التي تشنها روسيا،

ويستخدم ما يسمى الدعاية 'اليسارية' ومنصات المعلومات الخاصة بهم (المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية) لتشويه سمعة عملية دعم أوكرانيا من قبل الشركاء الدوليين، وتبرير العدوان المسلح الروسي على أوكرانيا، واتهام الدول الغربية بخلق الظروف التي أُجبرت روسيا في ظلها على إطلاق ما سُمي بالعملية العسكرية الخاصة، والتحريض على الحروب في أوكرانيا من خلال تزويدها بالأسلحة وما إلى ذلك. ونتيجة لذلك، تستخدمه روسيا لنقل الروايات المؤيدة للكرملين بشكل منهجي إلى سكان أوكرانيا والدول الحليفة لأوكرانيا…

منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، نشر موقع الاشتراكية العالمية على شبكة الإنترنت بانتظام مقالات بلغات مختلفة هدفت إلى تشويه سمعة أوكرانيا وممثلي الحكومات في جميع أنحاء العالم لمساعدة أوكرانيا في حربها ضد الدولة المعتدية.

إن معارضة اللجنة الدولية للأممية الرابعة للحرب بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا شكلت عنصراً أساسياً في برنامجها السياسي، الذي يضرب بجذوره عميقاً في المبادئ الاشتراكية والأممية للحركة التروتسكية. إن محاولة النظام الأوكراني تصوير هذه المعارضة كأداة لشبكة بوتين الدعائية هي محاولة كاذبة بشراسة بقدر ما هي سخيفة سياسياً. إن المعارضة الصارمة من قبل اللجنة الدولية للأممية الرابعة لنظام بوتين، الذي ظهرت نتيجة خيانة البيروقراطية الستالينية النهائية للاشتراكية واستعادة الرأسمالية في الاتحاد السوفييتي السابق، هي حقيقة سياسية أساسية تم إثباتها ليس فقط في نصوص مكتوبة وصل عددها إلى المئات، ولكن أيضاً في النشاط الموثق بشكل شامل للحركة التروتسكية على مدى عقود.

ووفاءً لطابعه الفاشي، يعمل النظام الأوكراني على أساس المبدأ الشهير لهتلر ووزير الدعاية التابع له جوزيف جوبلز: 'كلما كبرت الكذبة أكبر، سهل تصديقها '.

يبدو في هذه الحالة بالذات، إن نظام زيلينسكي يعتقد أن حجم أكاذيب جهاز الأمن الأوكراني من الضخامة لدرجة إنها ستطغى ببساطة على الجمهور المفكر. وبالتالي فهو يتوقع أن يتقبل الرأي العام فكرة أن نظام بوتين هو الذي يوجه عمل موقع الاشتراكية العالمية ، التي وصفتها لائحة الاتهام الصادرة عن جهاز الأمن الأوكراني بأنها

منشور على الإنترنت للحركة التروتسكية العالمية واللجنة الدولية للأممية الرابعة والأقسام التابعة لها في أحزاب المساواة الاشتراكية حول العالم، الذي يغطي المشاكل الاجتماعية والسياسية الرئيسية في جميع أنحاء العالم من موقف المعارضة الثورية إلى نظام السوق الرأسمالية ، بهدف إقامة الاشتراكية العالمية من خلال الثورة الاشتراكية.

ما حاول جهاز الأمن الأوكراني في أي وقت تفسير التناقض الذي يدمر قضيته ضد بوغدان، أي واقع إن المبادئ السياسية التي يتمسك بها كمعارض اشتراكي وأممي للحروب التي تشنها الطبقة الرأسمالية الحاكمة هي معادية بشكل لا يمكن التوفيق معه لسياسات نظام بوتين ، بما في ذلك غزو أوكرانيا.

إنها محاولة تهرب من التناقض عن طريق الكذب وحده. وزعمت لائحة الاتهام أن أنشطة بودان، 'التي تحركت بناءً على تعليمات ممثل موقع الاشتراكية العالمية على شبكة الإنترنت'، تألفت من 'دعم وتبرير إدارة الحرب العدوانية الروسية على أراضي أوكرانيا...'

كل كلمة هي كذبة. إن معارضة اللجنة الدولية للأممية الرابعة والمنظمات التابعة لها وموقع WSWS للغزو الروسي، بما يتماشى مع عدائها لنظام بوتين، حقيقة سياسية موثقة في مئات المقالات التي تم نشرها منذ اليوم الأول للغزو .

ففي 24 فبراير 2022، يوم الغزو الروسي، نشرت اللجنة الدولية للأممية الرابعة بياناً على موقع WSWS بعنوان: 'عارضوا غزو حكومة بوتين لأوكرانيا والتحريض على الحرب بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي! من أجل وحدة العمال الروس! ' بدأ البيان وفق التالي:

تدين اللجنة الدولية للأممية الرابعة وموقع الاشتراكية العالمية على الإنترنت التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا. فعلى الرغم من الاستفزازات والتهديدات من قِبَل الولايات المتحدة وقوى حلف شمال الأطلسي، يجب على الاشتراكيين والعمال ذوي الوعي الطبقي معارضة الغزو الروسي لأوكرانيا. لا يمكن تجنب الكارثة التي بدأت بتفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991 على أساس القومية الروسية، وهي إيديولوجية رجعية تماماً تخدم مصالح الطبقة الرأسمالية الحاكمة التي يمثلها فلاديمير بوتن.

إن المطلوب ليس العودة إلى السياسة الخارجية القيصرية التي سادت قبل عام 1917، بل بالأحرى، إحياء الأممية الاشتراكية في روسيا وفي جميع أنحاء العالم التي ألهمت ثورة أكتوبر عام 1917 وأدت إلى إنشاء الاتحاد السوفييتي كدولة عمالية. إن غزو أوكرانيا، مهما كانت المبررات التي يقدمها نظام بوتين، لن يؤدي إلا إلى تقسيم الطبقة العاملة الروسية والأوكرانية، ناهيك عن إنه يخدم مصالح الإمبريالية الأمريكية والأوروبية.

في التصريحين الرئيسيين اللذين أدلى بهما خلال الأسبوع الماضي، برر بوتين تصرفاته من خلال تعداد استفزازات وجرائم الولايات المتحدة. لا شك أن هناك الكثير مما هو صحيح من الناحية الواقعية في إدانته لنفاق واشنطن. ولكن الإيديولوجية الشرسة المناهضة للشيوعية وكراهية الأجانب التي استحضرها، والمصالح التي زعم إنه يدافع عنها، هي إيديولوجية رجعية تماماً وعاجزة عن جذب الجماهير العريضة من الطبقة العاملة في روسيا، ناهيك عن أوكرانيا وفي مختلف أنحاء العالم. سوف ينفر قسم كبير من الطبقة العاملة في روسيا وأوكرانيا من السخرية من تمجيد بوتين للنضال البطولي الذي خاضه الاتحاد السوفييتي ضد ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية في حين أدان ثورة أكتوبر ووجود الاتحاد السوفييتي كدولة متعددة الدول الوطنية.

وأصرت اللجنة الدولية للأممية الرابعة على إن المعارضة الاشتراكية للإمبريالية لا تتوافق مع أي شكل من أشكال الشوفينية الوطنية، وبالتالي رفضت كل المبررات التي قدمها نظام بوتين والمدافعون عنه للغزو. ولم يكن من الممكن أن يقبل الاشتراكيون استحضارهم لـ 'الدفاع الوطني'. ولم يكن من الممكن هزيمة الإمبريالية والإطاحة بها إلا من خلال النضال الثوري للطبقة العاملة العالمية. واستشهد بيان اللجنة الدولية للأممية الرابعة بكلمات تروتسكي: “إن عدم ربط الحزب نفسه بالدولة الوطنية في وقت الحرب، وعدم اتباع خريطة الحرب بل خريطة الصراع الطبقي، هو أمر ممكن فقط بالنسبة لحزب أعلن بالفعل حرباً لا يمكن التوفيق بينها وبين الدولة الوطنية في زمن السلم.'

ودعت اللجنة الدولية للأممية الرابعة إلى 'وقف فوري للحرب'، وأوضحت: 'نحن ندين من خلال معارضتنا لغزو أوكرانيا، ندين سياسات إمبريالية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، التي اتسمت ادعاءاتها بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بالنفاق و تلوثت بالدماء. '

أوضح هذا الإعلان السياسي المبادئ والسياسة التي وجهت عمل اللجنة الدولية للأممية الرابعة وموقع WSWS منذ بداية الحرب.

ففي 26 فبراير 2022، عقدت اللجنة الدولية ندوة دولية عبر الإنترنت، أعربت فيها بشكل قاطع عن معارضتها للحرب. وكان من بين المتحدثين، بالإضافة إلي أنا، نيك بيمز، القائد القديم للقسم الأسترالي للجنة الدولية، ويوهانس شتيرن، زعيم اللجنة الدولية للأممية الرابعة في ألمانيا، وتوماس سكريبس، وهو عضو بارز في فرع اللجنة الدولية للأممية الرابعة في بريطانيا، وجوزيف كيشور، السكرتير الوطني لحزب المساواة الاشتراكية في الولايات المتحدة، وإيفان بليك، وهو عضو قيادي آخر في حزب المساواة الاشتراكية (الولايات المتحدة).

ولم تتراجع اللجنة الدولية للأممية الرابعة قط عن معارضتها المبدئية لسياسات حلف شمال الأطلسي وروسيا التي أعلنتها في الأيام الأولى من الحرب.

تزامنت تماما تقريبا العلاقة بين اللجنة الدولية للأممية الرابعة والرفاق في YGBL مع اندلاع الحرب. فهم انجذبوا إلى اللجنة الدولية للأممية الرابعة على وجه التحديد بسبب معارضتها للحرب والشوفينية الوطنية للنظامين الروسي والأوكراني.

ادعت لائحة الاتهام التي وجهتها إدارة أمن الدولة أن موقع الاشتراكية العالمية كلف بوغدان 'بمهمة الإعداد والكتابة والتحرير والنشر... سواء على موقع WSWS أو على وسائل الإعلام الأخرى ذات التوجه الشيوعي، والمقالات، والمنشورات، والتعليقات، وما إلى ذلك التي هدفت إلى نشر روايات موالية لروسيا عن العدوان المسلح الذي شنه الاتحاد الروسي على أوكرانيا، والذي بدأ في 24 فبراير 2022، والذي أعطى بوجدان سيروتيوك موافقته الطوعية عليه. '

ودعماً لهذا الادعاء، أشار جهاز الأمن الأوكراني إلى بيان YGBL الذي حمل عنوان 'من أجل تنظيم حركة دولية للعمال والشباب ضد الحرب!' وادعى أن هذه الوثيقة، المنشورة على موقع الاشتراكية العالمية في 12 أكتوبر 2022، تضمن 'شظايا وبيانات وجمل وعبارات…والتي احتوت على تبرير العدوان المسلح للاتحاد الروسي، الذي بدأ في عام 2014…'

تكشف الوثيقة الفعلية بوضوح أن هذا الادعاء كذب. لا توجد جملة واحدة في إعلان YGBL أشارت إلى دعم غزو أوكرانيا. استشهد جهاز SBU بشكل انتقائي من الوثيقة، بما في ذلك مقاطع فقط من الفقرات المرقمة 4 و 7 و 8 و 10 و 13. الفقرات من 4 إلى 8 - قطع جهاز SBU استمرارية تحليل YGBL من خلال ترك الفقرتين 5 و 6 - تقدم نظرة ماركسية موجزة تفسير للأزمة الرأسمالية الموضوعية والأهداف السياسية التي تكمن وراء التحريض على الحرب من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو. يقولون:

4. إن النظام العالمي الجديد الذي تريد الولايات المتحدة تأسيسه يشبه هذه الصورة المحتملة للغاية: يجب أن تخضع روسيا والصين للإمبريالية وأن يتم تقسيمهما، إذا كان ذلك ضرورياً للحفاظ على السيطرة المباشرة على مواردهما الطبيعية والصناعية والتكنولوجية والبشرية.

5. تدعم القوى الإمبريالية الأوروبية الولايات المتحدة للحصول على مكانها في إعادة التقسيم الجديد للعالم. وفي الوقت نفسه، فإن الإمبريالية الأوروبية، على الرغم من واقع فرض حصص الإعاشة عليها من قبل الولايات المتحدة، لا ترى سبيلاً للخروج من مأزقها الاقتصادي والجيوسياسي إلا في إعادة تقسيم العالم بحيث تتمكن من استعادة عظمتها السابقة.

6. تدعم اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا الولايات المتحدة فقط بقدر ما يناسب مصالحها في الصراع ضد الصين في منطقة المحيط الهادئ. وسوف تدعم هذه الدول الولايات المتحدة ما دامت تسمح لها بالتنافس مع الصين. إن عملية تقسيم مناطق النفوذ سوف تؤدي إلى إحياء التناقضات بين القوى الرأسمالية في منطقة المحيط الهادئ، والتي أصبحت غير مؤكد مثل في أوروبا.

7. أدت أزمة عام 2008 إلى إحياء الصراعات الطبقية في جميع أنحاء العالم. ويُعد الربيع العربي في السنوات الأولى من العقد الثاني من القرن الحادي والعشريندليلاً حياً على هذا الإحياء. لقد أجبرت الإمبريالية الأمريكية والأوروبية على اتخاذ إجراءات أكثر حسما. وفي عام 2014، دعموا الانقلاب في أوكرانيا. ومن خلال هذا الانقلاب، تمكنت الولايات المتحدة من خلق كل الظروف لبناء رأس جسر في حرب مستقبلية ضد روسيا.

8. أدت جائحة كوفيد-19 التي اندلعت في عام 2020 إلى تفاقم تناقضات الرأسمالية وكانت بمنزلة الدافع لتوسع أسرع للإمبريالية الأمريكية استعداداً للحرب ضد روسيا والصين. شرعت الولايات المتحدة في مسار أكثر استفزازية بالتخلي عن سياسة 'الصين الواحدة'، وزيادة دعمها لأوكرانيا، كما عبرت عن ذلك قمة الناتو في أغسطس 2021، التي دعمت 'برنامج زيلينسكي في شبه جزيرة القرم'.

ومن الجدير بالملاحظة أن جهاز الأمن الأوكراني تجاهل الفقرة التاسعة من بيان YGBL، الذي مثل إدانة لاذعة لنظام بوتن. ونص تلك الفقرة:

لقد نشأ النظام فلاديمير بوتين الرجعي من التفكيك الغادر للاتحاد السوفييتي على يد البيروقراطية الستالينية واستعادة الرأسمالية. تهدف سياسات بوتين، في التحليل النهائي، إلى حماية ثروة الأوليغارشية في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي ضد ضغوط الإمبريالية الغربية من الأعلى، والأهم من ذلك، ضد حركة الطبقة العاملة الروسية من الأسفل.

واستشهد جهاز الأمن الأوكراني بالفقرة 10، التي واصلت انتقاد نظام بوتين، إذ نصت على ما يلي:

وفي هذا السياق الجيوسياسي والاجتماعي، كان غزو بوتين المغامر لأوكرانيا في 24 فبراير بمنزلة رد فعل الأوليغارشية الروسية على توسع حلف شمال الأطلسي بلا هوادة في الشرق. كان الهدف الرئيسي لنظام بوتين تحقيق جولة جديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، من خلال الضغط الذي تمارسه 'عمليته الخاصة'، إذ انتهت الجولة الأخيرة إلى تجاوز 'الخطوط الحمراء' من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي تسبب في الغزو الذي شنه ​​بوتين] التأكيد مضا[.

إن وصف غزو بوتين بأنه 'مغامرة' لا يتوافق بأي حال من الأحوال مع ما ادعاء جهاز الأمن الأوكراني وجود'سرد مؤيد لروسيا'. ومن الواضح أن جهاز الأمن الأوكراني، من منطلق إدراكه لهشاشة محاولته تصوير بيان YGBL على أنه دعاية مؤيدة لبوتين، قرر عدم الاستشهاد بمزيد من الفقرات من الوثيقة، متجاهلاً تطوير YGBL لإدانته لسياسات بوتين في الفقرتين 11 و12، التي أكدتا على ما يلي:

11. كانت رغبة البرجوازية الروسية في 'شراكة متساوية' مع الغرب واحدة من أكثر الأوهام طوباوية. هذا الوهم، المستمد تاريخياً من سياسة ستالين المتمثلة في 'الجبهات الشعبية' ومن ثم 'التعايش السلمي'، تطور بين الطبقة الناشئة من الرأسماليين الروس في العقد الأخير من القرن العشرين.

12. لم يتخلص نظام بوتين من هذا الوهم الطوباوي. وتلخصت سياسته برمتها في المناورة والسعي إلى تسوية مع الغرب، الذي أرادت الأوليغارشية الروسية أن تكون معه 'على قدم المساواة'. باستثناء أن الإمبريالية الغربية، بطموحاتها لغزو روسيا، لم تهتم بهذه النغمات التصالحية التي استخدمها نظام بوتين.

كما اختار جهاز امن الدولة عدم الاستشهاد بالفقرة 17 من بيان YGBL، التي نصت على ما يلي:

أكد مسار الحرب بعد غزو بوتين لأوكرانيا بشكل متزايد على الطبيعة الرجعية لهذا الغزو. وفي حين ادعى بوتين إنه يناضل من أجل استقلال الشعب الروسي من تهديد الإمبريالية الغربية، فإنه في الواقع يدافع فقط عن استقلال الأوليغارشية الروسية لاستغلال الطبقة العاملة الروسية وثروة البلاد من المواد الخام.

الفقرة 18، ​​التي تُركت أيضاً دون ذكر، تدحض بدرورها لائحة اتهام جهاز الأمن الأوكراني لبوغدان وYGBL وWSWS بأنهم أدوات للدعاية الروسية. وأكدت الفقرة ذلك

ليس لدى نظام بوتين أي وسيلة للخروج من الأزمة الحالية للمجتمع الروسي. ولن يكون لها مثل هذا المخرج في المستقبل. إن جميع الأنشطة العسكرية والسياسية لنظام بوتين لن تساهم إلا في تصعيد الإمبريالية الغربية وتدهور أوضاع الطبقة العاملة الروسية والأوكرانية والعالمية.

كما أغفل جهاز الأمن الأوكراني الاستشهاد بالفقرتين 19 و20، اللتين حذرتا من الكارثة التي يمكن أن تؤدي إليها الحرب.

19. إن آفاق الحرب الحالية، عند التفكير بها في إطار النظام الرأسمالي، تبدو قاتمة للغاية. أولاً، ستتخذ هذه الحرب طابعاً طويل الأمد ولن يقتصر الأمر على خوضها بين أوكرانيا وروسيا. إنها الخطوة الأولى في تأجيج الوضع العالمي إلى درجة أن التهديد بحرب عالمية ثالثة أصبح لا مفر منه. ستشارك جميع دول العالم في الحرب المستقبلية.

20. ثانياً، ستتحدد طبيعة الحرب من خلال سياسات الطبقات الحاكمة، التي تتخذ الآن موقفاً مناهضاً للإنسانية بشكل صارخ. فالطبقات الحاكمة تتحرك بتهور نحو استخدام الأسلحة النووية في الصراع، مما يخلق احتمالاً حقيقياً لوقوع هرمجدون نووية. إن شبح الدمار الكوكبي ينشأ من السياسات المجنونة للحكومات الإمبريالية والرأسمالية. إن تهور النخبة الرأسمالية الحاكمة يجبر الشباب على التساؤل عما إذا كان سيتم السماح لهم بأي مستقبل على الإطلاق.

واستشهد جهاز امن الدولة بهذه الوثيقة على وجه التحديد كدليل على نشاط الخيانة الذي قام به بوغدان سيروتيوك. لكن نص هذه الوثيقة يدحض بشكل قاطع التهمة القائلة بأن بودان وYGBL يروجون لخطاب مؤيد لبوتين.

علاوة على ذلك، والأمر الأكثر حسماً هو أن النظام الأوكراني لا يقدم أي قدر من الأدلة لإثبات ادعاءاته السخيفة والكاذبة بأن موقع الاشتراكية العالمية على شبكة الإنترنت هو 'وكالة دعاية ومعلومات روسية'. وبهذا الافتراء القذر، يكشف نظام زيلينسكي - على الرغم من الحرب المستمرة مع روسيا - عن التأثير المتبقي للكراهية الستالينية المسعورة للتروتسكية. وكما هي الحال في روسيا، فإن نقل السلطة في أوكرانيا من البيروقراطيين الستالينيين إلى الأوليغارشية الرأسمالية لم يتطلب أي تغيير في منهجية الشرطة السياسية. نفس تقنيات التلفيق والافتراء، التي استخدمها النظام الستاليني ضد التروتسكيين في عصر محاكمات موسكو ورعب 1936-1939، لا تزال فعالة في كييف.

بوغدان سيروتيوك متهم بالخيانة ويواجه التهديد بالسجن مدى الحياة وهو ما يعادل عقوبة الإعدام. لكن الاتهامات الموجهة ضد بوغدان تستند بالكامل إلى المقالات والخطب التي نشرها على موقع الاشتراكية العالمية، والتي أعلن فيها معارضته، بوصفه اشتراكياًأممياً، للنظامين الرأسماليين لزيلينسكي وبوتين وللحرب المستمرة التي كلفت مئات الآلاف من الأرواح الأوكرانية والروسية.

اتهم جهاز الأمن الأوكراني بوغدان بعرض المعلومات التي تكشف الطابع الرجعي للنظام الأوكراني والحرب في خطبه وكتاباته المنشورة على موقع الاشتراكية العالمية على شبكة الإنترنت 'التي يمكن لأي شخص في العالم الوصول إليها، بما في ذلك مواطني أوكرانيا'.

وأعلن جهاز الأمن الأوكراني أن 'أعمال بوغدان الإجرامية لم تتوقف إلا بتدخل وكالة إنفاذ القانون'. يا له من فضح ذاتي مدمر للادعاءات بأن الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تُشن للدفاع عن الديمقراطية في أوكرانيا.

والحقيقة هي إن أوكرانيا دولة دكتاتورية فاشية، تطبق أساليب الشرطة لمنع التعبير عن المعارضة الشعبية للسياسات التي جلبت معاناة وموتاً لا يوصف للشعب.

ويأتي اعتقال بوغدان سيروتيوك على وجه التحديد في وقت تصاعدت فيه المعارضة الشعبية لنظام زيلينسكي. ففي 18 مايو/أيار، دخل حيز التنفيذ قانون التعبئة الجديد الذي لا يحظى بشعبية كبيرة و من شأنه أن يوسع بشكل كبير شبكة التجنيد للجيش الأوكراني. وحتى صحيفة نيويورك تايمز أعربت عن شكوكها حول قدرة زيلينسكي على 'إيجاد قوات جديدة لتخفيف قوة مرهقة ومحبطة في كثير من الأحيان'.

ففي مقال نُشر على موقع الاشتراكية العالمية في 30 أبريل/نيسان، أفاد مكسيم جولدارب، الاشتراكي الأوكراني الذي تعرض للاضطهاد من قبل نظام زيلينسكي: ' يحاول المزيد والمزيد من الرجال الأوكرانيين يائسين الفرار من البلاد، غير مستعدين للموت من أجل أغراض أنانية لشخص آخر.'

وأضاف:

ليست الأقلية الغنية، بل الأغلبية الفقيرة أي العاطلون عن العمل، العمال، الفلاحون، المعلمون، الأطباء، العاملون في المكاتب، هم الذين سيتم إرسالهم إلى مفرمة اللحم الدموية. والآن، مع اعتماد القانون الجديد، فإن عدد الرجال المحرومين من حقوق الإنسان الأساسية، الذين سيتم القبض عليهم ومطاردتهم مثل الحيوانات وإرسالهم إلى الجبهة، سوف يتضاعف عدة مرات.

إن أرباح أولئك الذين يستفيدون من هذه الحرب سوف تتضاعف أيضاً عدة مرات... سيتم تقسيم هذه الأرباح الضخمة بين المجمع الصناعي العسكري، وجماعات الضغط التابعة له في المؤسسة الأمريكية والأوروبية، وكبار ضباط الأوليغارشية الأوكرانيين.

حياة بوغدان سيروتيوك في خطر. وفي بيئة الرعب السائدة داخل أوكرانيا، فهو محروم من كل وسائل الدفاع عن نفسه. و تم تقويض الجهود المبذولة للحصول على تمثيل قانوني كفؤ بسبب تهديدات الحكومة ضد محامي الدفاع. ورفض ما لا يقل عن خمسة محامين تمثيل بوغدان لأن القيام بذلك سيعرضهم لخطر جسدي كبير.

إن أهمية النضال من أجل الدفاع عن بوجدان وتأمين حريته تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا. إن سجنه هو مثال آخر على الاعتداء الدولي المتزايد على الحقوق الديمقراطية مع تصعيد الإمبريالية لعملياتها العسكرية في جميع أنحاء العالم. أدت المؤامرة السياسية لتدمير جوليان أسانج إلى إطلاق عملية يتم تكرارها في جميع أنحاء العالم.

يتعرض أولئك الذين يعارضون جرائم الأنظمة الإمبريالية ويكشفونها للاضطهاد من قبل الدولة. إن الاعتداء على الحقوق الديمقراطية الأساسية - وفي المقام الأول حرية الفكر والتعبير - يُبرر دائماً على أساس الأكاذيب.

ويتم التنديد بمعارضي حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد سكان غزة باعتبارهم معادين للسامية، حتى عندما يكون المتظاهرون من اليهود. وفي إدانة بوغدان سيروتيوك باعتباره عميلاً لروسيا لمعارضة الحرب بالوكالة في أوكرانيا، فإن نفس أسلوب الكذب يعمل.

السبب الحقيقي لاعتقال واضطهاد بوغدان سيروتيوك هو أنه يناضل من أجل وحدة الطبقة العاملة الأوكرانية والروسية والدولية ضد النخب الرأسمالية الحاكمة في جميع البلدان. وكما أوضح الرفيق أندريه ريتسكي، من الفرع الروسي لحرس البلاشفة اللينينيين الشباب ، ببلاغة في خطاب ألقاه في احتفال عيد العمال 2024 الذي أقامته اللجنة الدولية:

إن 'الجريمة' الوحيدة التي ارتكبها بوغدان كانت اقتناعه بأن أوكرانيا لا يمكن أن تصبح حرة حقاً إلا من خلال النضال المستقل للطبقة العاملة الأوكرانية، والعمل جنباً إلى جنب مع الطبقة العاملة العالمية ضد الإمبريالية والحرب. لقد طرح موقفاً سياسياً مبدئياً اعتمد الفهم الماركسي للحرب، معارضًا العبادة المتعصبة للقومية الأوكرانية وكذلك القومية الروسية الرجعية لنظام بوتين. مثل حركتنا بأكملها، ناضل من أجل توحيد العمال في روسيا وأوكرانيا مع العمال في البلدان الإمبريالية، لوضع حد للحرب بين الأشقاء التي أودت بحياة ما لا يقل عن نصف مليون أوكراني وعشرات الآلاف من الروس.

واختتم ملاحظاته بإعلان المنظور الأساسي الذي يقوم عليه عمل الأممية الرابعة:

لا يوجد نظام برجوازي قادر على حل الأزمة إلا من خلال الحرب والدمار، لأن أي طريقة أخرى ستكون مناقضة لمصالحه الرأسمالية الأساسية. لا يمكن حل تناقضات الرأسمالية داخل الحدود الوطنية وعلى أساس الدفاع عن الملكية الخاصة. إن الطبقة العاملة العالمية المسلحة ببرنامج الثورة الاشتراكية العالمية هي وحدها القادرة على وضع حد للحروب وحل الأزمة الأساسية. ولكن للقيام بذلك، يتعين عليها أن تناضل من أجل وحدتها مع إخوانها وأخواتها في جميع أنحاء العالم.

تدعو اللجنة الدولية للأممية الرابعة إلى إطلاق حملة عالمية للمطالبة بالإفراج الفوري عن بوغدان سيروتيوك من السجن. إن النضال من أجل حرية بوجدان يجب أن يخوضه العمال والطلاب وجميع أولئك الملتزمين بالدفاع عن الحقوق الديمقراطية ويعارضون تصعيد الحروب الإمبريالية التي، ما لم تتوقف، تهدد البشرية بكارثة نووية.

انضموا إلى النضال لتحرير بوغدان. انشروا هذا البيان على أوسع نطاق ممكن عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إلفت انتباه زملاء العمل والطلاب والأصدقاء إلى هذه الحالة. للتوقيع على عريضة تطالب بالإفراج عن بوyدان، والمساهمة بالأموال في حملة الدفاع، والنشاط الشخصي في النضال من أجل حريته، انتقل إلى wsws.org/freebogdan

Loading