7 مايو 2024
ألقى أندريه ريتسكي، ممثل الحرس الشاب للبلاشفة اللينينيين في روسيا، الكلمة التالية في التجمع العالمي لعيد العمال 2024 عبر الإنترنت، الذي عقد يوم السبت 4 مايو.
رالي عيد العمال العالمي 2024 عبر الإنترنت
اليوم، في عيد العمال، أرسل تهانئي وأحر تحياتي إلى الرفاق والمستمعين العالميين الذين اجتمعوا مرة أخرى للاحتفال بيوم تضامن العمال العالمي، الذي تعود أصوله إلى مظاهرات عيد العمال عام 1886 في شيكاغو وتم تكريسه من قبل مؤتمر باريس للأممية الثانية عام 1889.
في هذا اليوم العالمي للتضامن بين الطبقة العاملة، أدعو عمال وشباب العالم للدفاع عن رفيقي، بوغدان سيروتيوك، مؤسس وقائد الحرس الشاب للبلاشفة اللينينيين في أوكرانيا. اعتقل جهاز المخابرات الأوكراني بوغدان الأسبوع الماضي في قضية ملفقة تتعلق بـ 'انتهاك سلامة أراضي أوكرانيا'. ويواجه عقوبة السجن الخطيرة التي تصل إلى السجن مدى الحياة.
إن 'الجريمة' الوحيدة التي ارتكبها بوغدان كانت اقتناعه بأن أوكرانيا لا يمكن أن تصبح حرة حقاً إلا من خلال النضال المستقل للطبقة العاملة الأوكرانية، والعمل جنباً إلى جنب مع الطبقة العاملة العالمية ضد الإمبريالية والحرب. لقد طرح موقفاً سياسياً مبدئياً اعتمد على الفهم الماركسي للحرب، معارضاً العبادة المتعصبة للقومية الأوكرانية وكذلك القومية الروسية الرجعية لنظام بوتين. مثل حركتنا بأكملها، ناضل من أجل توحيد العمال في روسيا وأوكرانيا مع العمال في البلدان الإمبريالية، لوضع حد للحرب بين الأشقاء التي أودت بحياة ما لا يقل عن نصف مليون أوكراني وعشرات الآلاف من الروس.
إن موقف اللجنة الدولية وحرس البلاشفة اللينينيين الشاب من هذه الحرب متجذر في التقاليد النظرية والتاريخية للماركسية. بالنسبة لنا، التاريخ له أهمية قصوى. وبدون الفهم الصحيح لتاريخ الاتحاد السوفييتي، وتفككه، وتأسيس أنظمة رأسمالية جديدة، من المستحيل تقديم برنامج عمل واضح ومتسق لمكافحة الأزمة الحديثة للرأسمالية وتهديد الحرب العالمية الثالثة. التي اشتعلت فتائلها بالفعل في الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط.
تكمن القوة الموضوعية للماركسية وأساسها النظري، المادية التاريخية، في حقيقة أنها تفهم التاريخ باعتباره صراع الطبقات الاجتماعية. إن الرأسماليين والعمال ليسوا مجرد أشخاص على طرفي نقيض من المؤسسة، بل هم طبقات لها مصالحها المادية التاريخية المتعارضة.
بالنسبة لنا، الأساس الاجتماعي للنظام أكثر أهمية من الطريقة التي يحاول بها تقديم نفسه. غالباً ما يتم إنكار هذا السؤال الأساسي في النظرية الماركسية من قبل 'اليساريين الزائفين' الذين يحاولون التظاهر بأنهم أتباع الماركسية أو البلشفية، لكنهم في الواقع يعبدون القومية البرجوازية أو الإمبريالية.
لم يكن تفكك الاتحاد السوفييتي نتيجة لخيانة الستالينية فحسب، بل كان ذلك أيضاً نتيجة للتغيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي و أدت إلى عولمة الإنتاج في العقد التاسع من القرن العشرين. قوضت هذه الظروف أساس 'الاشتراكية في بلد واحد' كسياسة عملية للبيروقراطية الستالينية. فبعد أن وصلت إلى طريق مسدود، وخوفاً من ثورة الطبقة العاملة، قررت البيروقراطية السوفييتية إعادة دمج الاتحاد السوفييتي في النظام الرأسمالي العالمي.
كان تفكك الاتحاد السوفييتي بمنزلة كابوس بالنسبة للغالبية العظمى من السكان. الفقر المتفشي، ونهب ممتلكات الدولة، واللصوصية، والزيادة الهائلة في عدم المساواة الاجتماعية، والدمار في التعليم والطب والعلوم. باختصار، عاشت البلاد كارثة من نوع تلك التي تؤدي إليها عادة الحروب والكوارث الطبيعية. وجدت الطبقة العاملة السوفييتية نفسها منقسمة ومسحوقة. احتفلت الإمبريالية بالنصر جنباً إلى جنب مع الأوليغارشيات الروسية والأوكرانية وغيرها من الأقليات التي تم تشكيلها حديثا. واليوم، أصبح تفكك الاتحاد السوفييتي ملموساً مرة أخرى في الحرب في أوكرانيا.
اعتقدت الأوليغارشية الروسية، التي واصلت سياسة 'التعايش السلمي' الستالينية، yنها تستطيع العمل مع الإمبريالية كشريك مساوٍ يحترم ويعترف بمصالح الأوليغارشية الروسية. وحتى الآن يعمل الكرملين وفق هذا التقليد، على الرغم من التهديد بخوض حرب مباشرة مع منظمة حلف شمال الأطلسي، وهو حريص على عقد صفقة.
ومع اندلاع حرب الناتو بالوكالة في أوكرانيا، ظهر العديد من المدافعين عن كل من نظام بوتين ونظام زيلينسكي. ولكل منهم حججه الخاصة لصالح دعم جانب واحد. لكن بالنسبة لكليهما، لا يوجد صراع طبقي. وكثيراً ما يحب المدافعون الحديث عن من 'المسؤول' عن الحرب، وبالتالي يحولون السؤال من حيثيات القضية إلى من 'بدأها' أولاً. لكن وفقاً لملاحظة تروتسكي الصحيحة:
من الأهمية الحاسمة السؤال، ليس من 'بدأ' أولاً، ومن ظهر 'كمعتدي'، ولكن من هي الطبقة التي تقود الحرب ونيابة عن أي أهداف تاريخية. فإذا ظهرت الطبقة المضطهدة أو الأمة المضطهدة في دور 'المعتدي' نيابة عن تحررها، فإننا سنرحب دائماً بهذا العدوان.
الحجة الرئيسية للمدافعين عن نظام زيلينسكي هي أن من المفترض إنه يدافع عن الحق في تقرير المصير الوطني و يخوض حرباً دفاعاً عن الديمقراطية ضد الدكتاتورية. إن اضطهاد الرفيق بوغدان يكذب كل هذه الدعاية الحربية. كل أولئك الذين يعارضون النظام يعتبرون عملاء للكرملين ويتم اضطهادهم وتهديدهم بالسجن أو حتى بالموت. رفض نظام زيلينسكي إجراء انتخابات رئاسية وحظر جميع أحزاب المعارضة في البلاد، وأصدر تشريعات مناهضة للعمال، وعبأ نصف مليون شخص بالقوة باسم المصالح الطبقية الغريبة.
والحجة الرئيسية للمدافعين عن نظام بوتين هي أنه يواجه عدوان إمبريالية الناتو ويسعى إلى حماية روسيا من التقسيم. إن المدافعين عن نظام بوتين وغزوه لأوكرانيا يفضلون عدم الإشارة إلى تاريخهم، مشيرين فقط إلى جرائم الإمبريالية.
لقد نشأ نظام بوتين من استعادة البيروقراطية للرأسمالية ورد الفعل ضد ثورة أكتوبر عام 1917. وباعتباره وريث البيروقراطية الستالينية، فقد ورث كل سماتها المضادة للثورة. وتتمثل مهمته الرئيسية في الدفاع عن مكاسب إعادة الرأسمالية نيابة عن الأوليغارشية. ومع الحرب في أوكرانيا، فإن بوتين لا 'يحمي روسيا'، بل يحمي السيادة الوطنية للحسابات المصرفية لأصحاب المليارات الروس.
أدى اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى اشتداد الأزمة السياسية في البلاد التي تتفاقم يوما بعد يوم. وعلى الرغم من 'النتائج الإيجابية' للانتخابات الرئاسية، والاستقرار الاقتصادي والنجاح على الجبهة، فإن البلاد في حالة عدم يقين، ومن الممكن أن يؤدي أي إجراء علني من جانب الطبقة الحاكمة إلى إثارة موجة من الغضب الاجتماعي لم يسبق لها مثيل حتى الآن في تاريخ روسيا الحديث. فالاقتصاد لن يصمد أمام اضطراب كبير آخر، والجبهة لن تنجو من دون الاقتصاد.
وصلت الطبقة الحاكمة في روسيا إلى طريق مسدود. فمن ناحية، تتعرض لضغوط من إمبريالية الناتو، ويمزقها الاقتتال الداخلي بين فصائل الأوليغارشية. ومن ناحية أخرى، هي مضطرة إلى الأخذ في الاعتبار استياء الطبقة العاملة الروسية. إن الأوليغارشية الروسية تخشى الثورة أكثر من خشيتها من الإمبريالية. إنها تذكر جيداً إن الحرب العالمية الأولى انتهت في روسيا مع وصول الحزب البلشفي إلى السلطة عبر ثورة الطبقة العاملة. مما لا شك فيه أن أصحاب المليارات والساسة الروس الذين يصرخون اليوم بشأن الأمن القومي لن يتورعوا عن مطالبة 'أعدائهم' في حلف شمال الأطلسي اليوم 'بالحماية' من ثورة الغد.
ففي نضاله من أجل إحياء التروتسكية في الاتحاد السوفييتي السابق، يمهد حرس البلاشفة اللينينيين الشاب الطريق لإنشاء أقسام وأحزاب من الطبقة العاملة ستناضل من أجل سلطة الطبقة العاملة في معارضة حكم الإمبرياليين والأوليغارشية.
ينجذب العمال والشباب في الاتحاد السوفييتي السابق ن الآن إلى نضالات عملاقة، التي لن يعتمد عليها مصير الأنظمة الفردية فحسب، بل مصير الإنسانية أيضاً.
لا يوجد نظام برجوازي قادر على حل الأزمة إلا من خلال الحرب والدمار، لأن أي طريقة أخرى ستكون مناقضة لمصالحه الرأسمالية الأساسية. لا يمكن حل تناقضات الرأسمالية داخل الحدود الوطنية وعلى أساس الدفاع عن الملكية الخاصة. وحدها الطبقة العاملة العالمية المسلحة ببرنامج الثورة الاشتراكية العالمية ستكون قادرة على وضع حد للحروب وحل الأزمة الأساسية. ولكن للقيام بذلك، يتعين عليها أن تناضل من أجل وحدتها مع إخوانها وأخواتها في جميع أنحاء العالم.
واحتفال اليوم يشكل خطوة ممتازة في هذا الاتجاه.
تحيا اللجنة الدولية للأممية الرابعة!
عاش حرس البلاشفة اللينينيين الشاب !
الحرية للرفيق بوغدان سيروتيوك!
من أجل وحدة الطبقة العاملة الروسية والأوكرانية!
لا للقومية والإمبريالية!
إلى الأمام نحو الثورة الاشتراكية العالمية!