العربية
Perspective

خطاب عيد العمال :2022 لحرب بين الناتو وروسيا ومهام الطبقة العاملة الدولية

2022 نشرت هذه المقالة في الأصل باللغة الإنجليزية في 2 مايو

ننشر هنا التقرير الافتتاحي الذي قدمه ديفيد نورث إلى التجمع العالمي عبر الإنترنت ليوم مايو 2022 الذي عقد في الأول من مايو. نورث هو رئيس هيئة التحرير الدولية لموقع الاشتراكية العالمية والرئيس الوطني لحزب المساواة الاشتراكية في الولايات المتحدة. 

يقام عيد العمال لهذا العام في ظروف استثنائية. يقف العالم على شفا حرب نووية عالمية تهدد بانقراض الحياة على هذا الكوكب. يتمثل التحدي في عيد مايو 2022 في جعل هذا الاحتفال بالوحدة الدولية للطبقة العاملة بداية لحركة عالمية للكتلة العريضة من سكان العالم لوقف التصعيد الإجرامي والمتهور للحرب بين الناتو وروسيا نحو صراع نووي و وضع حد له.

يتطلب تنظيم هذه الحركة وتطويرها وانتصارها فهماً واضحاً لأسباب الحرب والمصالح التي تخدمها.

إن اللجنة الدولية للأممية الرابعة ، الحزب العالمي للثورة الاشتراكية ، تدين بشكل قاطع الإمبريالية الأمريكية والأوروبية لتحريضها على الصراع مع روسيا. هذه ليست حرباً دفاعاً عن الديمقراطية في أوكرانيا أو في أي مكان آخر في العالم. إنها حرب هدفها إعادة تقسيم العالم ، أي تخصيص جديد للموارد المادية للكرة الأرضية.

لقد أصبحت روسيا هدفاً للإمبريالية الأمريكية ليس بسبب الطابع الاستبدادي لنظام بوتين ، ولكن لأن دفاعها عن مصالح الرأسماليين الروس يصطدم ، أولاً ، بحملة الولايات المتحدة للهيمنة العالمية ، التي تتمحور حول استعداداتها لحرب مع الصين؛ وثانياً ، إن الامتداد الشاسع للأراضي الروسية هو مصدر للمواد الخام والمعادن والفلزات  الثمينة والحاسمة من الناحية الاستراتيجية، مثل الذهب والبلاتين والبلاديوم والزنك والبوكسيت والنيكل والزئبق والمنغنيز والكروم واليورانيوم وخام الحديد والكوبالت والإيريديوم ، على سبيل المثال لا الحصر، التي تصمم الولايات المتحدة على إخضاعها لسيطرتها.

وبالمثل ، تسعى القوى الإمبريالية الكبرى الأخرى المتحالفة مع الولايات المتحدة إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية والجيواستراتيجية الرجعية الخاصة. أتاح الصراع في أوكرانيا للإمبريالية الألمانية، التي شنت حرب إبادة ضد الاتحاد السوفيتي بين عامي 1941 و 1945 ، الفرصة للقيام بأكبر حملة إعادة تسليح ضخمة منذ انهيار النظام النازي. كالعادة ، فإن الإمبريالية البريطانية حريصة على المشاركة في حرب بقيادة الولايات المتحدة ، على أمل أن 'علاقتها الخاصة' مع الولايات المتحدة ستؤهلها لتوزيع مواتِ لغنائم الحرب. كما يأمل الإمبرياليون الفرنسيون في ألا تتدخل الولايات المتحدة في العمليات الفرنسية في إفريقيا ،وهم دعموا فرض عقوبات أمريكية على الأمريكية روسيا ، وإن كان ذلك على مضض. حتى القوى الأقل وزناً في حلف الناتو تتوقع أن يتم تعويضها مقابل موافقتها على الحرب التي تقودها الولايات المتحدة. إن بولندا ، على سبيل المثال ، لم تنس أن لفيف كانت ذات يوم مدينة Lwow البولندية.

أما فيما يتعلق باستدعاء الولايات المتحدة الحق المقدس لأوكرانيا ، كدولة ذات سيادة ، في الانضمام إلى حلف الناتو إن اختارت ذلك ، فإن واشنطن لا تعترف بمد هذا الحق إلى أي دولة يُنظر إلى مصالحها الدفاعية الوطنية على أنها تهديد لأمن أمريكا. حتى مع تطور الأزمة في أوكرانيا ، تهدد الولايات المتحدة بعمل عسكري لمنع جزر سليمان ، الواقعة على بعد 6000 ميل من الساحل الغربي الأمريكي، من الدخول في علاقة دفاعية مع الصين.

إن الادعاءات القائلة بأن الناتو يرد على غزو 'غير مبرر' لأوكرانيا  وليس عليه من لوم سياسياً من قبل روسيا العدوانية، العازمة على استعادة 'الإمبراطورية السوفيتية' المفقودة ، هي مجموعة من الأكاذيب، إذ تُظهر دراسة موضوعية لخلفية الحرب بوضوح أن الغزو الروسي في 24 فبراير 2022 كان رداً يائساً على توسع الناتو الذي لا هوادة فيه. كما أظهر تطور الحرب خلال الشهرين الماضيين بوضوح ، قيام الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بتسليح وتدريب القوات الأوكرانية ، والعمل عن كثب مع العناصر النازية الجديدة المرتبطة بكتيبة آزوف ، لشن حرب بالوكالة ضد روسيا.

إن التظاهر بأن التعبئة الهائلة لحلف شمال الأطلسي ضد روسيا كانت استجابة غير متوقعة وغير مخطط لها وارتجالية للغزو هي قصة خيالية لأولئك الساذجين  سياسياً. هذه حرب أرادتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ،  ولعبت بها ، و قامت بالاستعداد لها والتحريض عليها. فمنذ 'الثورة البرتقالية' الأولية لعام 2005-2004 ، وخاصةً انقلاب الميدان الذي نظمته إدارة أوباما لإسقاط حكومة يانوكوفيتش الموالية لروسيا في عام 2014 ، كانت الولايات المتحدة على طريق الحرب مع روسيا.

الادعاء الساخر بأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لم يخططا للحرب أو حرض عليهما دحضته بشدة التحذيرات المتكررة التي وجهتها اللجنة الدولية. في أول تجمع عبر الإنترنت لعيد العمال برعاية اللجنة الدولية وموقع الاشتراكية العالمية في عام 2014 ، إذ حذرنا ، بعد بضعة أشهر فقط من انقلاب ميدان ، من أن 'الأزمة الأوكرانية قد حرضت عليها الولايات المتحدة وألمانيا عن عمد من خلال تنسيق انقلاب في كييف. كان الهدف من هذا الانقلاب هو جلب نظام إلى السلطة يضع أوكرانيا تحت السيطرة المباشرة للإمبريالية الأمريكية والألمانية. أدرك المتآمرون في واشنطن وبرلين أن هذا الانقلاب سيؤدي إلى مواجهة مع روسيا. ففي الواقع ، و بعيداً عن السعي لتجنب المواجهة ، تعتقد كل من ألمانيا والولايات المتحدة أن الصدام مع روسيا ضروري لتحقيق مصالحهما الجيوسياسية بعيدة المدى '.

منذ ست سنوات بالضبط اليوم ، في تجمع عيد العمال لعام 2016 ، حذرنا من أن دافع الولايات المتحدة للهيمنة العالمية وضعها على طريق الحرب مع روسيا والصين. ذكرنا:

يعتقد قسم كبير من استراتيجيي البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية أن فرض عزلة استراتيجية على الصين لا يتطلب فقط السيطرة الأمريكية على مناطق آسيا والمحيط الهادئ والمحيط الهندي بل يجب أن تهيمن الولايات المتحدة أيضاً على أوراسيا ، التي تتميز في الكتب المدرسية للجغرافيا السياسية الدولية بأنها 'جزيرة العالم'. هذا هو الهدف الاستراتيجي الذي يكمن وراء الصراع المتزايد بين الولايات المتحدة وروسيا.

وصلت العلاقات الدولية إلى مستوى من التوتر يساوي ، إن لم تكن قد تجاوز بالفعل ، ما كان قائماً في أواخر العقد الرابع  من القرن العشرين عشية الحرب العالمية الثانية. تعمل جميع القوى الإمبريالية الكبرى، بما في ذلك ألمانيا واليابان، على زيادة التزاماتها العسكرية. لقد تم بالفعل الاعتراف بأن نزاعاً بين الولايات المتحدة والصين وروسيا قد ينطوي على استخدام أسلحة نووية. سيكون من أخطر الأخطاء الافتراض أنه لا القادة السياسيون والعسكريون للقوى الإمبريالية ، ولا خصومهم الخائفون في بكين وموسكو ، سوف يجازفون بالعواقب المدمرة للحرب النووية.

بعد عام واحد ، في تجمع عيد العمال لعام 2017 ، لفتنا الانتباه إلى المناقشات بين الاستراتيجيين الأمريكيين حول جدوى استخدام الأسلحة النووية في صراع عسكري مستقبلي. واستشهدنا بمختلف الاستراتيجيات التي انطوت على استخدام الأسلحة النووية ، التي تضمنت: أولاً ، استخدام سلاح نووي ضد خصم غير نووي؛  ثانياً،الضربة الأولى التي تهدف إلى القضاء على قدرة الدولة الخصم على الانتقام ؛ ثالثًا ، التهديد باستخدام الأسلحة النووية لإجبار الخصم على التراجع ؛ ورابعاً شن حرب نووية محدودة. سألنا:

من هم المجانين الذين ابتكروا هذه الإستراتيجية؟ إن الاستعداد للنظر في أي من هذه الاستراتيجيات هو بحد ذاته علامة على الجنون. إن استخدام الأسلحة النووية ستكون له عواقب لا تحصى. وهل هذه الحقيقة تمنع الطبقات الحاكمة من اللجوء إلى الحرب؟ إن تاريخ القرن العشرين بأكمله ، ناهيك عن تجربة السنوات السبع عشرة الأولى من القرن الحادي والعشرين ، يدحض  مثل هذا الافتراض المتفائل. يجب أن تقوم الإستراتيجية السياسية للطبقة العاملة على الواقع وليس على الآمال المخادعة للذات.

ثمة اقتباس واحد فقط: في تجمع عيد العمال لعام 2019 ، على خلفية الأزمة السياسية المتصاعدة في الولايات المتحدة ، قلنا:

إن انتهاك القواعد الدستورية في إدارة السياسة الداخلية واللجوء إلى أساليب العصابات في السياسة الخارجية متجذران ، في التحليل النهائي ، في أزمة النظام الرأسمالي. تتطلب الجهود اليائسة التي تبذلها الولايات المتحدة للحفاظ على موقعها في الهيمنة العالمية ، في مواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية من الخصوم في أوروبا وآسيا ، حالة حرب دائمة ومتصاعدة.

هذه السياسة المتهورة سوف تسود مع ترامب أو بدونه. في الواقع ، فإن الهستيريا المعادية لروسيا التي اجتاحت الحزب الديمقراطي تجعل من المعقول الشك في أنه في حالة استعادة البيت الأبيض ، فإن خطر نشوب حرب عالمية سيكون أكبر.

أكدت الأحداث تحذيراتنا. لا شيء يمكن أن يوقف انكشاف المنطق الرهيب للحرب الإمبريالية وعواقبها باستثناء الحركة الثورية للطبقة العاملة ضد الرأسمالية. لا يكمن هذا المنظور في إدانتنا للإمبريالية الأمريكية والناتو فحسب ، بل يكمن أيضاً في موقفنا من الغزو الروسي لأوكرانيا.

الطابع الإمبريالي للحرب التي يشنها الناتو لا يبرر ، من وجهة نظر الطبقة العاملة العالمية ، قرار الحكومة الروسية غزو أوكرانيا. تدين اللجنة الدولية الغزو بوصفه رجعياً سياسياً. أدى قرار حكومة بوتين بالغزو إلى مقتل وجرح آلاف الأوكرانيين الأبرياء الذين ليسوا مسؤولين بأي حال من الأحوال عن سياسات حكومة كييف الفاسدة ، وتقسيم الطبقة العاملة الروسية والأوكرانية ، ولعب لصالح الاستراتيجيين الإمبرياليين في واشنطن العاصمة و لانجلي ، فيرجينيا (مقر وكالة المخابرات المركزية). كما أتاح للإمبريالية الألمانية فرصة إعادة التسلح على نطاق واسع.

إن الأخطار التي تواجه روسيا الآن هي ، في التحليل النهائي ، نتيجة لتفكيك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 من قبل البيروقراطية الستالينية وعودة الرأسمالية. إن تدمير الاتحاد السوفيتي،  نتيجة التنصل الستاليني من مبادئ الاشتراكية الأممية التي وجهت ثورة أكتوبر 1917 ، كان مبنياً على ثلاثة مفاهيم خاطئة كارثية تبنتها بحماس البيروقراطية السوفيتية.

الأول هو أن عودة الرأسمالية ستؤدي إلى الإثراء السريع لروسيا. والثاني هو أن حل النظام البيروقراطي سيؤدي إلى ازدهار الديمقراطية البرجوازية. والثالث هو أن رفض روسيا الرأسمالية لإرثها الثوري سيؤدي إلى اندماجها السلمي في أخوة أمم سعيدة. لقد حطم الواقع هذه التوقعات الوهمية.

لقد تم تبرير تحذيرات ليون تروتسكي ، التي تم تفصيلها ببراعة في أطروحته عام 1936 بعنوان 'الثورة المغدورة'. إذ أدت استعادة الرأسمالية إلى إفقار قطاعات كبيرة من السكان الروس ، واستبدال النظام البيروقراطي بحكم الأوليغارشية الديكتاتوري والتهديد الوشيك بانقسام روسيا إلى دويلات شبه استعمارية تسيطر عليها القوى الإمبريالية.

حقيقة أن نظام بوتين لم يجد إجابة أخرى للمخاطر التي تواجه روسيا بخلاف غزو أوكرانيا ، والتهديد الآن برد نووي على استفزازات الناتو ، يشهد على الإفلاس السياسي لنظام استعادة الرأسمالية. إن الأوليغارشية الرأسمالية الروسية ، التي تُستمد ثروتها من النهب المنظم للممتلكات المؤممة للدولة العمالية ، رفضت  كل ما كان تقدمياً في الأسس الاجتماعية والسياسية للاتحاد السوفيتي.

ليس من قبيل الصدفة أن يبرر بوتين ، في خطابه في 21 فبراير 2022 ، الغزو الوشيك لأوكرانيا بإدانة صريحة ومريرة لدفاع النظام البلشفي عن الحقوق الديمقراطية للقوميات التي تم قمعها بهمجية من قبل النظام القيصري في السابق قبل الإطاحة به عام 1917. أعلن بوتين أن إنشاء أوكرانيا السوفيتية كان 'نتيجة لسياسة البلاشفة ويمكن أن يطلق عليه بحق' أوكرانيا فلاديمير لينين '. لقد كان صانعها ومهندسها.'

نعم ، كان لينين هو منشئ أوكرانيا السوفيتية ، وكان دفاع البلاشفة عن حقوق القوميات المضطهدة ، وخاصة في أوكرانيا ، عاملاً رئيسياً في انتصار الجيش الأحمر بقيادة تروتسكي في الحرب الأهلية التي تلت ثورة أكتوبر. كان بوتين حريصاً على تجنب الإشارة إلى أن عملية الانحطاط البيروقراطي للاتحاد السوفيتي وجدت تعبيرها الأولي في جهود ستالين لتقويض دفاع لينين عن حقوق القوميات غير الروسية.

تم تفصيل هذه المبادئ بشكل أكثر بلاغة في وثيقة صاغها تروتسكي في عام 1919 ، تناولت على وجه التحديد القضية الحاسمة لأوكرانيا. بينما لم يقدم أي تنازلات للقوميين البرجوازيين الرجعيين ، كتب تروتسكي: 'في ضوء حقيقة أن الثقافة الأوكرانية ... تعرضت لقرون من القمع من قبل القيصرية والطبقات المستغِلة لروسيا ، فإن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي تجعل إلزام جميع أعضاء الحزب بالمساعدة في كل وسيلة لإزالة جميع العقبات التي تحول دون التطور الحر للغة والثقافة الأوكرانية '.

بوتين ، العدو اللدود للاشتراكية وتراث ثورة أكتوبر ، غير قادر على توجيه أي نداء ديمقراطي وتقدمي حقيقي للطبقة العاملة الأوكرانية. وبدلاً من ذلك ، فإنه يستحضر الإرث الرجعي للشوفينية الروسية العظمى والستالينية والقيصر.

إن معارضة الأممية الرابعة لغزو بوتين لأوكرانيا تقوم على الدفاع عن المبادئ التي أيدها لينين وتروتسكي. لكن الدفاع عن هذه المبادئ يتطلب معارضة لا هوادة فيها للمكائد الرجعية للإمبريالية الأمريكية والأوروبية.

إن الخطر الداهم لحدوث حرب عالمية ثالثة نووية هو تتويج للموجة العالمية من رد الفعل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعنف الإمبريالي الذي أعقب تفكيك الاتحاد السوفيتي.

حين تجول في شوارع كييف الأسبوع الماضي ، أعلن أنطونيو غوتيريس ، الأمين العام للأمم المتحدة ، بنبرة يائسة أن الحرب في القرن الحادي والعشرين هي 'عبثية'. إذا توصل السيد غوتيريس إلى هذه الرؤية الفلسفية فقط بعد زيارة أوكرانيا ، فلا بد من أن يتساءل المرء عن المكان الذي كان يختبئ فيه خلال الـ 22 عاماً الماضية. هذا القرن الذي لا يزال يافعاً لم يعرف لحظة سلام. ففي الواقع ، شهدت السنوات الثلاثين الماضية اندلاع العنف الإمبريالي الذي لا نهاية له والذي لا يمكن السيطرة عليه ، والذي كان سكان البيت الأبيض محرضوه الأساسيين.

يجسد تعليق غوتيريش فصل الحرب في أوكرانيا عن كل ما سبقها. يبدو الأمر كما لو أن الحروب الأمريكية وحروب الناتو في العقود الثلاثة الماضية لم تحدث أبداً. يتم تقديم العنف وفقدان الأرواح في أوكرانيا في وسائل الإعلام على أنها رعب لم يسبق له مثيل في العصر الحديث. يُزعم أن الجرائم التي ارتكبها الروس ذات طابع متطرف لدرجة أنه لا يمكن مقارنتها إلا بفظائع النازيين. تم الإعلان عن غزو أوكرانيا بوصفه عملاً من أعمال الإبادة الجماعية ، لا يتطلب أقل من إنشاء محكمة جرائم الحرب ومحاكمة فلاديمير بوتين. لقد تذرع الرئيس بايدن بمزاعم الإبادة الجماعية لتبرير الدعوة إلى عزل بوتين أي تغيير النظام في روسيا.

علاوة على ذلك ، تم تمديد الحملة الدعائية ضد روسيا لتجريم الشعب الروسي. تم استهداف الكتاب والموسيقيين والرياضيين والعلماء الروس وحتى الإنجازات التاريخية العالمية للثقافة الروسية ضمن إطار عقاب جماعي. يهدف هذا الهجوم الشرير إلى تعزيز الكراهية العمياء لروسيا ، وخلق البيئة المجنونة اللازمة لحرب شاملة. هذا تكتيك دعاية معروف ، وهو في شكله الحديث نتاج الحرب العالمية الأولى. والغرض منه ، كما وصفه المؤرخ روبرت هاسويل لوتز منذ عام 1933 ، هو 'خلق رغبات جديدة ، والتنويم المغناطيسي الجماعي ، و عزل الدعاية المضادة ، وتشبع الجمهور بمعلومات مختارة ومتحيزة '.

لقد تم تطوير هذه التقنيات بشكل مثالي في الولايات المتحدة ، وكان الاستخدام الأكثر فاعلية لها هو ادعاء إدارة بوش في 2002-2003 ، الملفق بالكامل ، بأن العراق يمتلك 'أسلحة دمار شامل'. اعتمدت فعالية هذه الحملة ، كما أوضحت مجلة كولومبيا للصحافة في عام 2003 ، ' إلى حد كبير على الصحافة الملتزمة التي كررت دون انتقاد كل ادعاء احتيالي من قبل اللإدارة بشأن التهديد الذي شكله صدام حسين لأمريكا'.

حتى لو كانت جميع الجرائم المحددة المنسوبة إلى الجيش الروسي صحيحة، ولم يكن هناك حتى الآن دليل موثوق به لدعم هذه الادعاءات ، مثل فظاعة بوتشا، فهي لا تبدأ حتى في الاقتراب من أبعاد الجرائم الموثقة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في سياق الحروب التي شنتها على مدى الثلاثين سنة الماضية.

منذ عام 1991 ، قصفت الولايات المتحدة أو غزت العراق والصومال وصربيا وأفغانستان وليبيا وسوريا والسودان. هذه ليست قائمة كاملة ، لكن إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن هذه الغزوات يبلغ عدة ملايين من الأشخاص.

تتلاعب وسائل الإعلام الأمريكية بمزاعم 'الإبادة الجماعية' كوسيلةً لتشويه سمعة  أهداف الإمبريالية الأمريكية، وتعمل في أثناء ذلك ، التقليل من أهمية المعنى الحقيقي للكلمة. ولكن إذا تم استخدام الكلمة ، فيمكن تطبيقها على عواقب التدخلات الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في العقود الثلاثة الماضية فقط. بايدن يندد ببوتين ووصفه بأنه مجرم حرب يجب إحالته أمام محكمة لاهاي. ربما كان الأمر كذلك. لكن استناداً إلى السجل الموثق للجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة ، هناك العديد من الرؤساء الأمريكيين ومسؤولي الدولة الكبار الذين يجب أن يقفوا على قفص الاتهام جنباً إلى جنب مع بوتين.

إن الادعاء بأن حرب الناتو ضد روسيا هي رد على عدوان غير مبرر ضد أوكرانيا ليس الوهم الوحيد. ففي تصريحاته الأخيرة في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي ، أعلن بايدن أنه طلب من الكونجرس تخصيص 33 مليار دولار أخرى 'لدعم أوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية'. لكن هكذا وصفت وزارة الخارجية الأمريكية حالة 'الحرية' في أوكرانيا في تقريرها لعام 2020:

ومن بين القضايا الهامة المتعلقة بحقوق الإنسان: القتل غير المشروع أو التعسفي؛ التعذيب وحالات المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة للمحتجزين من قبل موظفي إنفاذ القانون ؛ والظروف القاسية والمهددة للحياة في السجون ومراكز الاحتجاز ؛ والاعتقال أو الاحتجاز التعسفي ؛و مشاكل جدية تتعلق باستقلال القضاء ...

كما أشار التقرير إلى 'أعمال فساد جسيمة؛ والافتقار إلى التحقيق والمساءلة عن العنف ضد المرأة ؛ العنف أو التهديد بالعنف بدافع معاداة السامية ؛ والجرائم التي تنطوي على العنف أو التهديد بالعنف التي تستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة وأفراد الأقليات العرقية والمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين ؛ ووجود أسوأ أشكال عمل الأطفال '.

واشتكى التقرير من أن الحكومة الأوكرانية 'تقاعست عن اتخاذ الخطوات المناسبة لمقاضاة أو معاقبة معظم المسؤولين الذين ارتكبوا انتهاكات ، مما أدى إلى مناخ من الإفلات من العقاب. لاحظت جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة أوجه قصور كبيرة في التحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة التي ارتكبتها قوات الأمن الحكومية '.

حظرت الحكومة الأوكرانية الحزب الشيوعي والعديد من المنظمات السياسية الأخرى ، وأصدرت أيضاً قوانين تهدف إلى قمع استخدام اللغة الروسية.

لم تعد وسائل الإعلام تتحدث عن هذه 'العيوب' ، وهي تمجد الآن 'الديمقراطية الوليدة' في أوكرانيا ورئيسها ، فولوديمير زيلينسكي. لكن في الآونة الأخيرة فقط ، فرض صندوق النقد الدولي والبنوك الغربية ، نظاماً صارماً من التقشف المالي على أوكرانيا ، وأدانا بشدة زيلينسكي بوصفه زعيم حكومة غارقة في الفساد. أما بايدن ، الذي لا يُقصر في إدانته لحكم القلة الروسية ، لكنه يلتزم الصمت المحترم حول نظرائهم في أوكرانيا ، على الرغم من حقيقة معروفة أن حفنة من المليارديرات يسيطرون على اقتصاد الدولة الفقيرة.

ولكن من بين كل الأكاذيب والخطابات الكاذبة المستخدمة لإضفاء الشرعية على استخدام الناتو لأوكرانيا كوكيل في الحرب ضد روسيا ، فإن أكثرها غدراً ووقاحةً سياسياً هي تلك التي تغطي التاريخ الدنيء للقومية الفاشية في أوكرانيا ، التي نفذت القتل الجماعي ضد البولونيين  واليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

تغاضت وسائل الإعلام صامتة عن رفع ستيبان بانديرا ، القاتل الجماعي الذي قاد منظمة القوميين الأوكرانيين (OUN) خلال الحرب العالمية الثانية ، إلى مرتبة شخصية تشبه العبادة. بدأ تمجيد بانديرا وأعضاء المنظمة القومية الأوكرانية وجناحها المسلح ، جيش المتمردين الأوكرانيين ، كأبطال وطنيين مع تولي فيكتور يوشينكو الرئاسة بعد الثورة البرتقالية. فبعد عام 2014 ، أصبح تشويه سمعة هؤلاء الأبطال الفاشيين والمعادين للسامية من خلال اتهامهم بالإبادة الجماعية جريمة.

كان تزوير التاريخ بمثابة الأساس الأيديولوجي الأساسي لإضفاء الشرعية على الوحدات الفاشية المسلحة في الجيش الأوكراني الحالي ، والتي تعتبر كتيبة آزوف العنصر الأسوأ سمعة فيها. لعبت كتيبة آزوف دوراً مركزياً في الحرب الأهلية الدموية في شرق أوكرانيا التي أودت منذ عام 2014 بحياة أكثر من 14000 شخص. ولا يقتصر نفوذها على أوكرانيا كما أوضح أحد الخبراء الذين درسوا أنشطة آزوف قائلاً 'إنها حركة خدمت وستستمر في العمل كنموذج وإلهام للحركات اليمينية المتطرفة الأخرى في جميع أنحاء العالم. إن احتضانها للعنف ذي الوجهين وطموحاتها في أن تكون جزءاً من اليمين المتطرف العابر للحدود القوي بشكل متزايد يجعلها تهديداً يتجاوز حدود أوكرانيا '.

فبالتحالف مع هذه القوى الرجعية ، تدفع الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها في الناتو بالعالم إلى حافة كارثة نووية. تتصرف إدارة بايدن بمستوى من التهور يشبه إلى حد كبير سلوك المجنون الإجرامي. فطوال فترة الحرب الباردة ، كان من المقبول دون شك أن نزاعاً مسلحاً بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لديه القدرة على التصعيد إلى تبادل نووي مدمر ، وبالتالي ، كان لا بد من تجنبه. و خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 ، كان الخوف الغالب للرئيس كينيدي هو أن سوء قراءة نوايا الخصم من قبل القادة في واشنطن وموسكو يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية. في حين تبدو إدارة بايدن ، ناهيك عن نظرائها في لندن وبرلين ، غير مبالية تماماً بهذا الخطر.

تتميز تعليقات بايدن بتناقضات واضحة. فقبل عدة أسابيع فقط صرح بايدن أن المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. لكنه الآن يصب أسلحة في أوكرانيا ويضاعف احتمال نشوب صراع مباشر. ليس من الصعب تخيل سيناريو يشعر فيه بوتين بأنه مضطر ، بناءً على اعتبارات سياسية وعسكرية ، لمهاجمة الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة لاستخدامها ضد الجنود الروس. كيف سترد إدارة بايدن إذا قامت روسيا بالانتقام من إحدى دول الناتو وضربت القوات الأمريكية في هذه العملية ، كما يمكن أن يحدث؟

من ناحية ، يرفض بايدن تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية باعتبارها مجرد تعبيرات عن اليأس. لكن الشعور باليأس بالتحديد هو الذي يزيد من خطر اللجوء إلى الأسلحة النووية. ومع ذلك ، لا يبدو أن هذا يقلق بايدن. عندما سُئل مباشرة عما إذا كان يشعر بالقلق من أن بوتين قد يتصرف بناءً على الاعتقاد بأنه في حالة حرب مع الولايات المتحدة ، تجاهل بايدن السؤال بالرد ، 'نحن مستعدون لأي شيء يفعلونه'.

يمكن أن يعني هذا فقط أن الولايات المتحدة تدرك أن الحرب بين الناتو وروسيا لديها القدرة على التصعيد إلى حرب نووية. لكن لا بايدن ولا أي زعيم آخر لدول الناتو اعترف بوضوح بهذا الخطر أو صرح علناً بما ستكون عليه عواقب حرب نووية.

هذا الإخفاء المتعمد للعواقب الكارثية المحتملة للحرب بين الولايات المتحدة والناتو ضد روسيا هو جريمة ذات أبعاد تاريخية هائلة.

هناك ميل عام للاستخفاف بخطر الحرب ، إن لم يكن رفضه. يميل معظم الناس إلى افتراض أنه نظراَ لأن عواقب الحرب النووية مروعة جداً ، فإن الجنون فقط هو الذي يسمح بحدوثها إذ يجب أن يسود 'العقل' في النهاية.

لكن كل تاريخ القرن العشرين والعقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين يشهد ضد مثل هذا الرضا المطمئن للذات. وقعت الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وخلفتا عشرات الملايين من الضحايا. إن اندلاع الحرب ليس نتيجة لجنون الأفراد بل نتيجة التناقضات المميتة للرأسمالية.

قال الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش إن الحرب في القرن الحادي والعشرين عبثية. لكن هذه 'العبثية' مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمجموعة من 'السخافات' الأخرى مثل عبثية المجتمع الطبقي ، وعبثية الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ، وعبثية تركيز الثروة التي لا يمكن فهمها في نسبة متناهية الصغر من سكان العالم. ففي حين يعيش المليارات من الناس في فقر مدقع ويواجهون المجاعة ، فإن عبثية التدمير المنهجي لبيئة الكوكب وأكبر سخافة على الإطلاق، كما إن  التقسيم القبلي للبشرية إلى دول قومية تثير صراعات لا نهاية لها وغير ضرورية لا تخدم إلا مصالح الدولة الأوليغارشية المالية للشركات التي تحكم المجتمع.

أليس من العبث أن ترفض أقوى الحكومات في العالم اتخاذ تدابير الصحة العامة المعروفة والضرورية للقضاء على فيروس SARS-CoV-2 الذي أودى بحياة ما يقرب من 20 مليون شخص ، وأن تعتقد أن حل مشكلة الجائحة يكمن ببساطة في تجاهلها؟

لكن نفس القادة الذين أشرفوا على الاستجابة الكارثية للجائحة يتخذون الآن القرارات التي أدت إلى الحرب العالمية الثالثة.

ففي مناقشاتهم الخاصة ، أقر الرئيس بايدن ، ورئيس الوزراء جونسون ، والرئيس ماكرون ، والمستشار شولتز، والرئيس بوتين فيما بينهم بأن الحرب العالمية ستؤدي إلى كارثة مجتمعية. لكن في القرن العشرين ، خشي أولئك الذين قادوا بلادهم إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية أيضاً من عواقب الصراع العالمي. حتى هتلر أدرك أن أفعاله يمكن أن تؤدي إلى كارثة. لكن هذا لم يردعهم. ففي النهاية ، خلصوا إلى أن الحرب توفر السبيل الوحيد للخروج من مجموعة معقدة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المستعصية.

هذا هو الوضع القائم اليوم. يعاني النظام الرأسمالي العالمي من مجموعة معقدة من التناقضات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي لا توجد حلول سلمية لها. إن الولايات المتحدة ، المركز المتفجر للاضطراب الرأسمالي العالمي ، تواجه في نفس الوقت خسارة موقعها المهيمن على العالم ، والتدهور المستعصي لاقتصادها، والانهيار المتقدم بعيداً لمؤسساتها السياسية المحلية والتوازن الاجتماعي الداخلي.

خوفاً من خطر الانهيار الاقتصادي الذي يلوح في الأفق ، ومن بوادر تنامي التطرف الاجتماعي للطبقة العاملة ، ترى الطبقة الحاكمة الحرب وسيلةً لتحويل التوترات الداخلية إلى الخارج ، و 'التوحيد' المصطنع لدولة منقسمة بشدة عن طريق رميها  في حرب.

لكن اللجوء إلى الحرب سيزيد من حدة الأزمة في الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم. لقد بدأت آثار الحرب محسوسة بالفعل في التضخم والتقليص الذي يهدد الحياة في الغذاء وغيره من ضروريات الحياة. و قد أثارت هذه الظروف إضرابات ومظاهرات جماهيرية.

إن التناقضات التي تهدد الحرب العالمية تخلق أيضاً ظروف لاندلاع الثورة الاشتراكية العالمية. إن التحدي الذي يواجه الطبقة العاملة هو تقوية وتسريع الاتجاهات الموضوعية التي تؤدي إلى الثورة ، مع تقويض وإضعاف تلك التي تؤدي إلى الحرب العالمية.

يتمثل أساس النضال ضد الحرب بحركة الطبقة العاملة. هذه هي القوة الاجتماعية العظيمة التي لديها القدرة على وقف الحرب ووضع حد للرأسمالية وهدم الحدود الوطنية وبناء مجتمع اشتراكي عالمي.

ترفض اللجنة الدولية للأممية الرابعة وأحزاب وجماعات المساواة الاشتراكية التابعة لها كل الدعوات الشوفينية للدفاع عن الدولة القومية. نحن نتمسك بالمبادئ الأممية ليون تروتسكي ، الذي كتب عام 1934:

إن 'الاشتراكي' الذي يبشر بالدفاع الوطني هو رجعي برجوازي صغير في خدمة الرأسمالية المنحلة. إن عدم إلزام نفسه بالدولة القومية في وقت الحرب ، وعدم اتباع خارطة الحرب بل خريطة الصراع الطبقي ، هو أمر ممكن فقط لهذا الحزب الذي أعلن بالفعل حرباً لا يمكن التوفيق بينها وبين الدولة القومية في وقت السلم.

فقط من خلال الإدراك الكامل للدور الرجعي الموضوعي للدولة الإمبريالية يمكن للطليعة البروليتارية أن تصبح محصنة ضد كل أنواع الوطنية الاجتماعية. وهذا يعني أن الانفصال الحقيقي عن أيديولوجيا وسياسة 'الدفاع الوطني' ممكن فقط من وجهة نظر الثورة البروليتارية العالمية.

لذلك ، فإن المهمة المركزية هي تعبئة الطبقة العاملة العالمية ضد التوجه الإمبريالي للحرب. يجب وقف التصعيد المتهور. يجب حشد قوة الطبقة العاملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

توجه اللجنة الدولية نداء خاص إلى العمال الشجعان الواعين طبقياً في روسيا وأوكرانيا، عليكم نبذ السياسات الرجعية لحكوماتكم البرجوازية. ارفضوا كل مشروع استعادة الرأسمالية الذي أدى إلى هذه الحرب الرهيبة.

عودوا إلى تقاليد الماركسية والبلشفية التي كانت مصدر إلهام للعمال في بلديكم. نحن نعلم أن تلك التقاليد لا تزال تعيش في وعي الجماهير ونحن على يقين من أنها ستعاود الظهور في العمل الجماعي.

يجب على الطبقة العاملة العالمية أن تعلن الحرب على الحرب الإمبريالية. إن أهم المهام السياسية الحرجة هو بناء الأممية الرابعة كحزب عالمي للثورة الاشتراكية. ندعو كل أولئك الذين يتفقون مع هذا المنظور ومستعدون لخوض هذه المعركة للانضمام إلى صفوفنا.

Loading